يعني يتناهقون من الأشر والبغي. وبعض الناس يتأول أن النعال هنا نعال الأقدام، وإنما النعال الأرضون الصلاب وأحدهما نعل وهو ما غلظ من الأرض، وإذا أخصب النعال فما ظنّك بالدماث، ومنه الحديث: إذا ابتلّت النعال فصلّوا في الرحال، معناه إذا تزلّقت الأرض فصلّوا في البيوت. والرحال ههنا المنازل والبيوت. ومثله:
إذا اخضرّت نعال بني غراب ... بغوا ووجدتهم أشرى لئاما
وروى عبد الرحمن عن عمه عن يونس أن قوما من الأعراب قدموا على ابن الزبير يطلبون الفرض فقال: ما أصنع بكم؟ والله إن سلاحكم لرثّ، وإن حديثكم لغثّ، وإنكم لأعداء في الخصب، عيال في الجدب. ومن أبيات المعاني في هذا الباب قول الشاعر:
جلبت غذيرة قوشة ابنة مخرم ... بطراً أشلّ أبا الحباب عشيرها
والعبد ينزو حين يربو بطنه ... حتى يمجّ ذراع كفّ ريرها
الغذيرة: ضرب من أطعمة العرب. يقول: طعام هذه المرأة أبطر عشيرها أبا الحباب لما شبع ربا بطنه فبغى فقطعت يده ومجّت ذراعه ريرها وهو المخّ الرقيق يقال له رير ورير