ختم الحبّ لها في عنقي ... موضع الخاتم من أهل الذمم
خفّفي عنّا قليلاً واعلمي ... أنّنا يا هند من لحم ودم
ويروى أن مروان ابن أبي حفصة قال قلت لبشّار وقد أنشدني هذا الشعر: هلاّ قلت خرست بالصّمت عن لا ونعم! فقال لي: لو كنت في عقلك لقلته أتطيّر على من أحبّه بالخرس؟ وسأل بعض الرواة أبا عمر وابن العلاء من أبدع الناس بيتاً؟ قال الذي يقول:
لم يطل ليلي ولكن لم أنم ... ونفي عنّي الكرى طيف ألمّ
قلت: فمن أمدح الناس؟ قال الذي يقول:
لمست بكفي كفّه أبتغي الغنى ... ولم أدر أن الجود من كفّه يعدى
فلا أنا منه ما أفاد ذوو الغنى ... أفدت وأعداني فأتلفت ما عندي
قال: فمن أهجى الناس؟ قال الذي يقول:
رأيت السهيلين استوى الجود فيهما ... على بعد ذا من ذاك في حكم حاكم
سهيل بن عثمان يجود بما له ... كما جاد بالوجعا سهيل بن حاتم
وهذه كلها لبشّار على اختلاف في بيتي المدح فإنها قد رويت لابن الخيّاط في المهديّ.