والملك الذي فعل به ذلك هو النعمان بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس، وقيل إنه صاحب الخورنق وإنه لما علا على الخورنق ورأى بنياناً لم ير مثله، وخاف إن هو استبقاه أن يعمل لغيره مثله رمى به من أعلى القصر. فقال في ذلك الكلبيّ في شئ كان بينه وبين بعض الملوك:
جزاني جزاه الله شرّ جزائه ... جزاء سنّمار وما كان ذا ذنب
سوى رصّه البنيان سبعين حجّة ... يعلّى عليه بالقراميد والسكب
فلما رأى البنيان تمّ سحوقه ... وآض كمثل الطود ذي الباذخ الصعب
وظنّ سنمّار به كلّ حبوة ... وفاز لديه بالمودّة والقرب
فقال اقذفوا بالعلج من رأس شاهق ... فذاك لعمر الله من أعظم الخطب
قال كراع السكب: النحاس وقال ابن الأعرابي وقد أنشد قول أبي الطمحان:
وإنّي لأرجو ملحها في بطونكم ... وما بسطت من جلد أشعث أغبر