وخمار غانية شددت برأسها ... أصلاً وكان منشّراً بشمالها
ع قد تقدّمت أمثلته في هذا الكتاب وذكر هناك معها. فإن قلت لم خصّ الشمال دون اليمين؟ قيل: لأن اليمين هي التي يستعان بها في العدو وتخلّى للدفع والذبّ وهي في ذلك كله أقوى من الشمال، فشمرة الساعي الناجي وحملة لشيء إن حمل إنما يكون بشماله. وهذا البيت لباعث بن صريم اليشكري يقوله في يوم الحاجر وصلته:
سائل أسيّد هل ثأرث بوائل ... أم هل شفيت النفس من بلبالها
إذ أرسلوني مائحاً لدلائهم ... فملأتها علقاً إلى أسبالها
فلمثل ما منّتك نفسك خالياً ... منعتك يشكر أهلها وفضالها
وخمار غانية شددت برأسها ... أصلاً وكان منشّراً بشمالها
وعقيلة يسعى عليها قيّم ... متغطرس أبديت عن خلخالها
قد قدت أوّل عنفوان رعيلها ... فلففتها بكتيبة أمثالها
وكتيب سفع الوجوه بواسل ... كالأسد حين تذبّ عن أشبالها
متغطرس: متكبّر. وقوله أبديت عن خلخالها: أي أغرت على حيّها فأحوجتها إلى رفع ذيلها والتشمير للهرب والفرار. وهذا كما قال الآخر:
لعمري لنعم الحيّ حيّ بني كعب ... إذا نزل الخلخال منزلة القلب