للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنّ نفسي إلى كلّ نوع ... من العلم تسمعه تنزع

فلا أنا أحفظ ما قد جمعت ... ولا أنا من جمعه أشبع

وأحضر بالعيّ في مجلس ... وعلمي في الكتب مستودع

فمن يك في علمه هكذا ... يكن دهره القهقري يرجع

إذا لم تكن حافظاً واعياً ... فجمعك للكتب ما ينفع

وله في نقيض هذا المعنى:

إذا ما غدا الطلاّب للعلم ما لهم ... من الحظّ إلاّ ما يدوّن في الكتب

غدوت بتشمير وجدّ عليهم ... فمحبرتي أذني ودفترها قلبي

قال أبو عليّ " ١ - ٢٢٧، ٢٢٣ " كان الأصمعي كثيراً ما يقول: من قعد به حسبه نهض به أدبه ع حدّث يحيى بن أكتم. قال: كنت جالساً مع المأمون في مكان من القصر يرى الناس ولا يرونه، حتّى أقبل من باب القصر شابّ حسن الوجه يتبختر في مشيته فقال: من هذا؟ قلت: لا أعرفه حتّى يقرب. فقال: ليس يخلو أن يكون هاشميّاً أو نحويّاً. فتقدّم فإذا هو نحويّ. فقال: ألم أقل لك يا يحيى إن النحو قد ألبس أصحابه حلّة من البهاء والهيبة كادوا يكونون في الشرف مثل بني هاشم، يا يحيى: من قعد به حسبه نهض به أدبه.

وأنشد أبو عليّ " ١ - ٢٢٨، ٢٢٣ " لخارجة بن فليح المللّي:

أحنّ إلى ليلى وقد شطّ وليها ... كما حنّ محبوس عن الإلف نازع

<<  <  ج: ص:  >  >>