للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا غدا المسك يجري في مفارقهم ... راحوا كأنهم مرضى من الكرم

وأنشد له أمثلة. ع وهذان البيتان للشمردل بن شريك بن عبد الله أحد بني ثعلبة بن يربوع، شاعر إسلاميّ من شعراء الدولة الأمويّة. وغرض الشاعر في هذا المعنى صفة الممدوح بالحياء الشديد والحلم، وكأنهما من إماتة نفس هذا الممدوح وإزالتهما عنه الأشر قد غادراه سقيماً. وقال أبو عبد الله النمريّ وقد أنشد بيت أبي دهبل الجمحيّ:

نزر الكلام من الحياء تخاله ... ضمناً وليس بجسمه سقم

قال نزر الكلام من الحياء لئلاّ يظنّ ذلك عيّاً، وقال تخاله ضمناً: وإنما يريد أنه يؤثر على نفسه بزاده ويطوي فكأنه سقيم لنجابته وهو صحيح كما قال الآخر:

يبيت كأنه أشلاء سوط ... وفوق جفانه شحم ركام

وأنشد أبو عليّ " ١ - ٢٤٢، ٢٣٨ ":

أحلام عاد لا يخاف جليسهم ... إذا نطقوا العوراء غرب لسان

ع هذا الشعر لودّاك بن ثميل المازنيّ. وقبل البيتين:

مقاديم وصّالون في الروع خطوهم ... بكلّ رقيق الشفرتين يمان

إذا استنجدوا لم يسألوا من دعاهم ... لأيّة حرب أو لأيّ مكان

<<  <  ج: ص:  >  >>