للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنصور وهو يسحب الوشى والخزّ. فقال له المنصور: أنّي لك هذا يا أبا عطاء؟ فقال: كنت ألبس هذا في الزمن الصالح، فلم تنكره في الزمن الطالخ، ثم ولّى ذاهباً فاستخفى فما ظهر حتى مات المنصور، فمما قال في بني هاشم:

بني هاشم عودوا إلى نخلاتكم ... فقد قام سعر التمر صاع بدرهم

فإن قلتم رهط النبيّ صدقتم ... فهذي النصارى رهط عيسى بن مريم

وأنشد أبو عليّ لأعرابيّة:

لعمرك ما الرزيّة فقد مال ... ولا شاة تموت ولا بعير

ولكن الرزيّة فقد قرم ... يموت لموته بشر كثير

موت البشر هنا العيلة واليأس من النوال وانقطاع الرجاء من الرفد بموت ذلك الكريم القرم، كما قال الشاعر:

ليس من مات فاستراح بميت ... إنما الميت ميّت الأحياء

إنما الميت من يعيش كئيباً ... كاسفاً باله قليل الرخاء

وقال الآخر:

ماذا أجال وثيرة بن سماك ... من دمع باكية عليه وباك

ذهب الذي كانت معلّقة به ... حدق العفاة وأنفس الهلاّك

يعني الهلاّك جهداً وضياعاً، وكالبيت الأول من هذين البيتين قول الأسود بن زمعة في ابنه

<<  <  ج: ص:  >  >>