ع قد مضى ذكر زهير ابن أبي سلمى. ويكنى ابنه كعب أبا المضرب، وهو شاعر مخضرم أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ومدحه بقصيدته المشهورة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
وبعد قوله: فإن تهلك حوى:
وما ساءت ظنونك يوم تولى ... بأرماح وفي لك مشرعوها
وآخر الشعر:
فما عتر الظباء بحي كعب ... ولا الخمسون قصر طالبوها
وكان حوى هذا قال لقاتليه وقد أسروه: والله إن قتلتموني ليقتلن منكم خمسون رجلا، فبلغ ذلك قومه فبروا يمينه وصدقوا قوله. وأما قوله: فما عتر الظباء فإن العتيرة: ذبيحة كانوا يذبحونها لأصنامهم من الغنم، وربما ضنوا بالغنم، فصادوا مكانها ظباء اتخذوها عتائر، يقول: أرقنا دماء قاتليه، ولم يفادوا بالظباء ولا وفوا بها كما كانت العرب تفعل في نذورها وعتائرها بالغنم تفديها بالظباء. وقال يعقوب كان من خبر هذا الشعر: أن الأوس من الأنصار كانوا حلفاء مزينة، فمر رجل من مزينة يقال له حوى ويقال جوى بالجيم على الأوس والخزرج، وهم يقتتلون في حرب بعاث، فدخل مع حلفائه فأصيب، فمر ثابت أبو حسان الشاعر فقال: يا أخا مزينة ما طرحك هذا المطرح؟ إنك لمن قوم ما يحمدونك. فقال حوى وهو يجود بنفسه: أعطى الله عهدا أن يقتل بي منكم خمسون ليس فيهم أعور ولا