فطرب المتوكل وأمر عريب فغنت فيه. وكانت فضل هذه أشعر نسوان زمانها، وكانت مولدة من مولدات البصرة، اشتراها محمد بن الفرج الرخجي وأهداها إلى المتوكل، وكانت تجالس الرجال وتناشد الشعراء.
وأنشد أبو علي لابن ميادة:
تباكر العضاة قبل الإشراق ... بمقنعات كقعاب الأوراق
ع وقبله:
يكفيك من بعض ازديار الآفاق ... سمراء مما درس ابن مخراق
وهجمة صهب طوال الأعناق ... تباكر العضاه.
قوله سمراء: أراد ناقته. وابن مخراق: رائضها الذي درسها أي راضها، ويقال: أراد بالسمراء الحنطة، ودرسها: دياسها.
وأنشد أبو علي:
فراق كقيص السن فالصبر! إنه ... لكل أناس عثرة وجبور