للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكله، ومن أمثالهم لم يحرم من فصد له. والوجه الثالث أن يزيد بقوله: شربت دما: عجزت عن إدراك الثأر وأخذت الدية إبلا فشربت ألبانها، فكأنه قد شرب دما، كما قال الآخر:

وإن الذي أصبحتم تشربونه ... دم غير أن اللون ليس بأحمرا

وذكر أبو علي تلاحى عمرو بن سعيد والوليد بن عقبة في مجلس معاوية.

ع قول عمرو: قد علمت قريش أني ساكن الليل داهية النهار، لا أتتبع الأفياء، ولا أنتمي إلى غير أبي. فقوله إني ساكن الليل: عرض به أنه يمشى في الليل لطلب الريبة. وقوله: لا أتتبع الأفياء: عرض به أنه متترف لين ليس بشديد ولا جلد، والجلد يصف نفسه بالضحاء والبروز وقلة الأستظلال، قال ابن أبي ربيعة:

رأت رجلا أما إذا الشمس عارضت ... فيضحى وأما بالعشي فيخصر

قليلا على ظهر المطية ظله ... سوى ما نفي عنه الرداء المحبر

وقال شاعر المحدثين المتنبيء:

أعرض للرماح الصم نحرى ... وأنصب حر وجهي للهجير

وقوله: ولا أنتمي إلى غير أبي: يريد أن أبا عمرو ابن أمية بن عبد شمس وهو والد أبي معيط كان عبداً لأمية ذكوان، هكذا قال الهيثم بن عدي، وذكر أن ذغفلا

<<  <  ج: ص:  >  >>