إن أكن مهدياً لك الشعر إني ... لابن بيت تهدى له الأشعار
غير أني أاك من أهل بيت ... ما على المرء أن يسودوه عار
وأنشد أبو علي:
ما كان من سوقة أسقى على ظمأ ... خمراً بماء إذا ناجودها بردا
ع هذا الشعر لأبي دؤاد يقوله في كعب بن مامة، وتمامة:
أوفى على الماء كعب ثم قيل له ... رد كعب إنك وارد فما وردا
قوله: ما كان من سوقة أسقى: اسم وهو خبر كان. وزو المنية: قدرها. يقول عييت المنية أن تدركه إلا عطشا، من حيث كان يمنعها هو وغيره. ووقدى: فعلى مثل بشكى. وذكروا أن كعب بن مامة بن عمرو الإيادي خرج في ركب من إياد بن نزار بن ربيعة، حتى إذا كانوا بالدهنا - وهم في حمارة القيظ - عطشو ومعهم شئ من ماء يتصافنونه: أي يقتسمونه بالحصاة، فلما أخذ كعب الإناء، نظر إليه شمر بن مالك النمري، فلما رآه كعب ينظر إليه علم أنه عطشان، فقال للساقي: اسق أخاك النمري، فشرب النمري نصيب كعب، وأدرك كعبا الموت، فنزل في ظل شجرة، فقيل له: إنا نرد الماء فرد كعب إنك وارد. فضربت به العرب المثل في الجود والإيثار على نفسه، قال الفرزدق: