أي عرق يريد ا، يخرج نفسه؟ على الأكحل، أو على الأبحل، أو على الوريد؟
خيرتني بين سحابات عاد ... أردت من ذلك شر المراد
فاختار قيل السودالء، وشغلوا بالشاب عند رجل من رجهم، حتى هلك القوم، فمضت السحابة السوداء إلى بلاد عاد بالريح العقيم، ودامت عليهم ثمانية أيام حسوماً حتى هلكوا، فلما استفاق القوم من لهوهم ذكروا ما خرجوا له، وعلموا أن السحابة قد مضت نحو بلاددهم، فخرجوا يريدون أرضهم، فأتاهم آت فأعلمهم أن عادا قد أهلكها الله ولم يبق منها غيركم، فليختر كل واحد منكم، فاختار قيل اللحاق بقومه فضربه الصر فقتله، واختار مرثد وعارق حياة ألف سنة والنزول على ساحل البحر في قرب من ديارهم، فأعطيا ذلك، واختار لقمان ضرسا طحونا، ومعدة هضوماً، وسرماً نثوراً، فقال له المخير: الخترت الحياة آخر الأبد فيربيه، فلا يزال عنده حتى يهرم ويموت، فيأخذ غيره، وكان آخرها لبد، وهو الذي تقول فيه العرب: أتى الأبد على لبد وفيه:
أو بعد كقدار حين تابعه ... على الغواية أقوام فقد بادوا
ع هو قدار بن قديره وأبوه سالف، وهو الذي عقر ناقة صالح عليه السلام فأهلك الله بفعله ثمود، عمهم بالعقوبة لما عمهم عموه بالرضى بفعله، قال زهير: