للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد أبو علي لكبشة أهت عمرو بن معدي كرب: أرسل عبد الله إذ حتان يومه وفيه:

فإن أنتم لم تتأروا بأخيكم ... فمشوا بآذان النعام المصلم

تريد غ، قبلتم الدية فكونوا صماً وامشوا بآذان النعام، فإن الناس لا بد لهم من الحديث بما فعلتم، والنعام لا يسمع يقال: صلخ كصلخ النعامة. وقال علقمة:

فوه كشق العصا ما إن تبينه ... أسك ما يسمع الأصوات مصلوم

وما ههنا بمعنى الذي أي أسك الشيء الذي يسمع الأصوات. وقال قوم إنما أراد امشوا أذلاء كما يمشى من صلمت أذناه. ويقوى هذا المعنى قول أخت ابن مية التي قتل وجها في جوار الزبرقان:

أجيران ابن مية خبرونا ... أعين لابن مية أم ضمار

متى تردوا عكاظ توافقونا ... بآذان مسامعها قصار

ويروى: فمشوا أي امسحوا بآذانكم المصلمة وفيه:

ولا تردوا إلا فضول نسائكم ... إذا ارتملت أعقابهنن من الدم

يريد إذا فعلتم هذا فلا تأنفوا من شئ، واغشوا نساءكم وهن حيض. والفضول هنا: بقايا الحيض. وجعل الغشيان وردا مجازا، وقيل فضول ما اغتسلن به فيكون ورده حقيقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>