للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنشد أبو علي:

ونكل الناس عنا في مواطننا ... ضرب الرؤوس التي فيها العصافير

ع هو لحميد بن ثور، وقبله:

إذا لا حجاز لنا إلا مقومة ... زرق الأسنة والجرد المحاضير

يعشى الجبان شعاع في قوانسها ... إذا تجللها الشعث المغاوير

قد نكل الناس عنا.

وفسر أبو علي العصافير في هذا الشعر فقال: إنه جمع عصفور، وهو العظيم التي تنبت عليه الناصية وعلى ذلك استشهد به.

ع وقال غيره العصافير: كناية عن الكبر والخيلاء، وهو الصحيح والعرب تقول طارت عصافير رأسه إذا ذهب كبره، قال الشاعر:

ملىء لرأس أخي نخوة ... بضرب يطير عصافيره

ولو أراد العظام التي ذكر أبو علي لم يكن للكلام فائدة، لأن في كل رأس عصفوراً فكأنه قال: ضرب الرؤوس التي فيها الشعر، وإنما يريد الرؤوس التي فيها الزهو والطماح إلى ما لا تناله.

وأنشد أبو علي:

وقربوا كل جمالي عضه

ع وبعده:

قريبة ندوته من محمضه ... دانية سرته من مأبضه

<<  <  ج: ص:  >  >>