ع الذي مر به جبار بن سلمى بن عامر ملاعب الأسنة ابن مالك بن جعفر بن كلاب، وكان غاب عن موته، فقال ما هذه الأنصاب الموضوعة؟ قالوا: نصبناها على قبر عامر، فقال أنعم ظلاماً أبا علي! فو الله لقد كنت تشن الغارة، وتحمى الجارة، وكنت سريعا إلى المولى بوعدك إذا وعدته، بطيئا عليه بإيعادك إذا أوعدته، وكنت لا تضل حتى يضل النجم، ولا تهاب حتى يهاب السيل، ولا تعطش حتى يعطش البعير، وكنت والله أحسن ما تكون حين لا تظن نفس بنفس خيرا، ثم التفت إليهم فقال: ضيقتم على أبي على جداً وأفضلتم منه فضلا كثيرا، هلا جعلتم قبره ميلا في ميل! وأنشد أبو علي للنجاشي:
إذا حية أعيا الرقاة دواؤها ... بعثنا لها تحت الظلام ابن ملجم
النجاشي هو قيس بن عمرو بن مالك، أحد بني الحارث بن كعب، قال الطبري: نسب إلى أمه وكانت من الحبشة، وكان النجاشي من أشراف العرب، إلا أنه كان فاسقا، وهو الذي أتى به علي وهو سكران في شهر رمضان فضربه ثمانين وزاد عشرين، فقال: ما هذه العلاوة يا أبا حسن؟ قال: لجرأتك على الله، وشربك في رمضان، ولأن ولداننا صيام وأنت مفطر، ووقفه للناس في تبان، فلذلك قال هذا الشعر، وهجا أهل الكوفة فقال:
إذا سقى الله أرضا صوب غادية ... فلا سقى الله أهل الكوفة المطرا
التاركين على طهر نساءهم ... والناكحين بشطى دجلة البقرا