للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية. وسيط: أي خلط. ومشيج: لونان. يقول: أصابها السهم ومرق فاختلط دمها فيه بالتراب.

وذكر أبو علي خبر أشعب الطامع عن سالم بن عبد الله بن عمر عن أبيه.

ع هو أشعب بن جبير، واسمه أشعث فقال الناس أشعب، فمرت عليه، ويكنى أبا العلاء وأمه أم حميد، ويقال أم حميدة ويقال حميدة بنت الجليدح، واحتلف في ولائه وولاء أبويه، فقيل: هم موالى آل الزبير، وقيل: هم موالى عثمان. وقال الهيثم بن عدي قال أشعب: كنت ألتقط السهام في دار عثمان إذ حصر، قال فلما جرد مماليكه السيوف ليقاتلوا، فقال لهم عثمان من أغمد سيفه فهو حر! قال أشعب: فما هو والله إلا أن وقعت في أذني، فكنت أول من أغمد سيفه فأعتقت. وذكر عبيدة بن أشعب: أن مولد أبيه كان في سنة تسع من الهجرة، وبقي إلى أيام المهدي. وقال الفضل بن الربيع: كان أشعب عند أبي سنة أربع وخمسين ومائة، ثم خرج إلى المدينة فلم يلبث أن جاءنا نعيه. وولد أشعب كثيرون بالمدينة، وهم يزعمون اليوم أنهم من العرب، وينتسون في ذي رعين. وكان أشعب أزرق أحول أكشف أقرع ألثغ، كان لا يبين الراء ولا اللام يجعلهما ياء، وكانت فيه خلال حميدة، كان حسن الصوت بالقرآن، وربما صلى بهم، وكان أطيب أهل زمانه عشرة وأكثرهم نادرة، وأحسن الناس أداء لغناء سمعه، وأقوم أهل دهره بحجج المعتزلة، وكان امرأ منهم، وكان أشعب يقول: إن عائشة بنت عثمان كفلتني أنا وأبا الزناد، فما زال يعلو وأسفل حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>