وبعد هذا فرق من المشبهة عَدَّهُم المتكلمون في فرق الملة؛ لإقرارهم بلزوم أحكام القرآن، وإقرارهم بوجوب أركان شريعة الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج عليهم، وإقرارهم بتحريم المحرمات عليهم، وإن ضلوا وكفروا في بعض الأصول العقلية.
• ومن هذا الصنف: الهشامية، المنتسبة إلى هشام بن الحكم الرافضي، الذي شَبَّه معبوده بالإنسان، وزعم لأجل ذلك أنه سبعة أشبار بشبر نفسه، وأنه جسم ذو حَدٍّ ونهاية، وأنه طويل، عريض، عميق، وذو لون، وطعم، ورائحة، وقد رُوي عنه أن معبوده كسبيكة الفضة، وكاللؤلؤة المستديرة، ورُوي عنه أنه أشار إلى أن جبل أبي قُبيْس أعْظَمُ منه، وروي عنه أنه زعم أن الشعاع من معبوده متصل بما يراه.
• ومنهم: الهشامية، المنسوبة إلى هشام بن سالم الجواليقى، الذي زعم أن معبوده على صورة الإنسان، وأن نصفه الأعلى مُجَوَّف، ونصفه الأسفل مُصْمَت، وأن له شعرة سوداء وقلباً ينبع منه الحكمة.
• ومنهم: اليونسية، المنسوبة إلى يونس بن عبد الرحمن القُمِّى، الذي زعم أن الله تعالى يحمله حَمَلةُ عرشه، وإن كان هو أقوى منهم.
• ومنهم: المشبهة، المنسوبة إلى داود الجواربي، الذي وصف معبوده بأن له جميع أعضاء الإنسان إلا الفرج واللحية.
• ومنهم: الإبراهيمية، المنسوبة إلى إبراهيم بن أبي يحيى الأسلمي، وكان من جملة رواة الأخبار، غير أنه ضلَّ في التشبيه، ونسب إلى الكذب في كثير من رواياته.
• ومنهم: الخابطية من القَدَرية، وهم منسوبون إلى أحمد بن خابط، وكان من المعتزلة المنتسبة إلى النَّظَّام، ثم إنه شبه عيسى بن مريم بربه، وزعم أنه الإله الثاني، وأنه هو الذي يحاسب الخلق في القيامة.