للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

انظر: "الإرواء" (١/ ٢٠٤ - ٢٠٥)، "الصحيحة" (٣١٤٢) وغيرها (١).


(١) فائدة وتنبيه: لقد استنكرتُ من الحديث - بعد تبيُّن ضعف إسناده - أمرين:
أحدهما: وصف المرأة بأنها: ليست من عِلْية النساء! وفي حديث أبي هريرة الصحيح خلافه، كما بينته تحت هذا الحديث في "صحيح الموارد" أيضًا (١٧/ النكاح/ ٢٤ - باب).
والآخر: وقف الشطر الثاني منه: ما من ناقصات ... إلخ؛ فإنه مرفوع من قوله - صلى الله عليه وسلم - كما رواه أبو سعيد الخدري في "الصحيحين"، وأبو هريرة وابن عمر في "صحيح مسلم"؛ وهي مخرجة في "الإرواء" وغيره، كما هو مبين أعلاه.
وأنا أذكر هذا خشية أن يتشبّث بهذا الموقوف بعض ذوي الأهواء أو الجهل بالسنة، فينكر صحته عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، كما أنكر مؤلف كتاب "تحرير المرأة في عصر الرسالة" (١/ ٢٧٦) أن يكون - صلى الله عليه وسلم - كرر جملة: "ناقصات عقل ودين"! فقال عفا الله عنه:
"إنما جاء مرة واحدة"!
وأيده في ذلك الشيخ القرضاوي في مقدمته للكتاب (ص ٢٥)، وهما يريان الحديث مرويًّا في "صحيح مسلم"/ كتاب الإيمان: من حديث أبي سعيد، وفيه أن ذلك مما خطب به - صلى الله عليه وسلم - في المصلى يوم عيد، ومن حديث أبي هريرة، وفيه أن ذلك كان في المسجد بعد صلاة الصبح، فهل كان نفيه المذكور، وتأييد الشيخ القرضاوي إياه عن جهل؟ أم عن علم وجحد؟! أحلاهما مر، هذه من مشاكل الكُتَّاب في العصر الحاضر: أنهم يعالجون مسائل حساسة ودقيقة كهذه: "تحرير المرأة"؛ وهم لم يحيطوا علمًا بما يتعلق بها من جميع أطرافها؛ إذا أحسنا الظن بهم؛ وإلا قلنا: إنهم {فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}! ويتأولون قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ناقصات عقل ودين" بخلاف ما عليه العلماء؛ لظنهم وسوء فهمهم أَن فيه غضًّا من شأن المرأة! متأثرين بالتيارات الغربية الكافرة! ولا شيء من ذلك البتة، وإنما هو وصف لما جُبلن عليه، من باب التذكير لهن بذلك لكي لا يغلبهنّ طبعهُنَّ، فيعصين الله ويخالفن أَزواجهن، ولا يقمن بواجب طاعتهم، ولقد كان فيما وصفهن - صلى الله عليه وسلم - به أنهن يحضن، فهل يستطيع هؤلاء أن ينكروا ذلك؟! أو أن يقولوا: إن فيه غضاضة بالنسبة إليهن؟! ولذلك لم يقله - صلى الله عليه وسلم - إلا مرة واحدة؟! وما هذا عندي إلا كقوله - صلى الله عليه وسلم - في البشر كافة: "كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"؛ ليس فيه شيء من الحط عليهم، وإنما هو وصف لهم بما جبلوا عليه ليتوبوا! والأمثلة في هذا كثيرة جدًّا، والغرض التنبيه فقط.
وقد بسطت الكلام في الرد على المذكورين في "الصحيحة" عند تخريج حديث أبي هريرة المشار إليه آنفًا. =

<<  <   >  >>