للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} (١) وأرسلنا {الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ} (٢)، رواه الشافعي والبيهقي في الدعوات الكبير (أ)، وقد أجيب عن ذلك بأن المعنى لا تهلكنا بهذه الريح، فإنهم لو أهلكوا بهذه الريح لم تهب بعدها عليهم ريح أخرى فتكون ريحًا لا رياح، وقيل: لأنه يلقح السحاب الرياح الكثيرة فيكثر مطرها، وأما لو كانت واحدة فلا تلقح، ولا تنزل المطر أو ينزل قليلًا وقوله: "قط" مبني على الضم: ظرف زمان ماض يقع بعد النفي كثيرًا.

وقوله: "إِلا جثا" الجثي (ب): القعود على الركبتين (٣) وهي قعدة مخافة لا يفعلها المطمئن (جـ) بالقعود بحسب الأغلب وهو جملة حالية واقعة بعد الاستغناء بها عن الواو وعن قد لتضمنها معنى الجزاء لما قبلها للزومها لما قبلها أي إن هبت ريح جثا.

وقوله: "أنه صلى" إلخ، فيه دلالة على شرعية الصلاة والتجميع بها أيضًا لأن الظاهر من اللفظ أنه صلى بهم، وقد ذهب إلى هذا القاسم فقال: يصلي للإفزاع كصلاة الكسوف قياسًا على الكسوف في الفزع، وإن شاء المصلي فركعتان ووافق (د) على ذلك أحمد بن حنبل (٤) وأبو ثور، ولكن كالكسوف فقط، وذهب الشافعي (٥) وتبعه الإمام يحيى إلى أنه لا


(أ) في جـ: الكثيرة.
(ب) في جـ: الجثو.
(جـ) في هـ: المطمئنين.
(د) في جـ: وأوفق.