للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[باب قتال أهل البغي]

البغي مصدر بغى عليه، بفتح الغين المعجمة، بغيًا بفتح الباء وسكون المعجمة: علا وظلم وعدل عن الحق، وله معان كثيرة، وفي الاصطلاح: هو الخروج عن طاعة الإمام وترك الانقياد، أو منع حق إليه، أو منعه من قبض ما استحق قبضه أو من إقامة ما أمره إليه، مع محاربته أو العزم عليها، وله تأويل في ذلك.

٩٩٠ - عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل علينا السلاح فليس منا". متفق عليه (١).

قوله: "حمل علينا". جاء عند مسلم (٢) من حديث سلمة بن الأكوع: "من سل علينا السيف". والمراد حمله لقتال المسلمين بغير حق، يكنى به عن المقاتلة أو القتل اللازم لحمل السيف في الأغلب، ويحتمل بقاؤه على معناه الحقيقي، أي: حمله لإرادة القتال به؛ لقرينةِ قوله: "علينا".

وقوله: "فليس ما". أي على طريقتنا، أو: ليس متبعًا لطريقتنا؛ لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أن يرعبه بحمل السلاح عليه لإرادة قتاله، ونظيره: "من غشنا فليس منا" (٣). و: "ليس منا


(١) البخاري، كتاب الديات، باب قول الله تعالى: {وَمَنْ أَحْيَاهَا ...} ١٢/ ١٩٢ ح ٦٨٧٤، ومسلم، كتاب الإيمان، باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من حمل علينا السلاح فليس منا" ١/ ٩٨ ح ٩٨.
(٢) مسلم ١/ ٩٨ ح ٩٩.
(٣) تقدم ح ٦٥٢.