للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

من ضرب الخدود وشق الجيوب" (١). وهذا في حق من لا يستحل ذلك، وأما من يستحله، فإنه يكفُر باستحلال المحرم بشرطه، لا بمجرد حمل السلاح، وقد ذهب كثير من السلف إلى إطلاق لفظ الخبر من غير تعرُّضٍ لتأويله، ليكونَ أبلغَ في (أ) الزجرِ، وكان سفيان بن عيينة ينكر على من يصرفه عن ظاهره، ويرى أن الإمساك على تأويله أولى بما ذكرناه.

والحديث فيه دلالة على تحريم قتال المسلمين والتشديد فيه، وخروج من قاتل البغاة من أهل الحق بدليل خاص، فيحمل الحديث على البغاة، وعلى من بدأ بالقتال ظالمًا. والله أعلم.

٩٩١ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خرج عن الطاعة وفارق الجماعة ومات، فمِيتته جاهلية". أخرجه مسلم (٢).

قولي: "خرج عن الطاعة". أي: طاعة الخليفة الذي وقع الاجتماع عليه.

وقولى: "وفارق الجماعة". المراد بمفارقة الجماعة هو الخروج عن طاعة الإمام الذي قد اتفقت الكلمة عليه وانتظم شمل المسلمين بحياطته.

وقولى: "فمِيتَته جماهلية". بكسر الميم، مصدر نوعي مراد بها نوع من الميتات، وهو كونها تشبه موت من مات وهو في الجاهلية، والشبه به


(أ) في جـ: من.