للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[باب الشهادات]

هي جمع شهادة، وهي مصدر شهد يشهد، جمع المصدر لما أريد به أنواع الشهادات. قال الجوهري (١): الشهادة خبر قاطع، والمشاهدة المعاينة، مأخوذة من الشهود، أي: الحضور؛ لأن الشاهد مشاهد لما غاب عن غيره. وقيل: مأخوذة من الإعلام.

١١٦٩ - عن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها". رواه مسلم (٢).

الحديث فيه دلالة على أن الأفضل للشاهد أن يأتي بشهادته قبل أن يسأله من له الشهادة أن يشهد له، وظاهر هذا معارض لحديث عمران المذكور عقيب هذا، فإنه جعل الشهادة قبل أن يستشهد من صفات الذم للآتين بعد القرون التي فيها الخير.

واختلف العلماء في الترجيح فجنح ابن عبد البر (٣) إلى ترجيح حديث زيد بن خالد؛ لكونه من رواية أهل المدينة، فقدمه على رواية أهل العراق، وبالغ فزعم أن حديث عمران لا أصل له، وجنح غيره إلى ترجيح حديث عمران؛ لاتفاق "الصحيحين" على إخراجه، وحديث زيد من أفراد مسلم،


(١) الصحاح (ش هـ د).
(٢) مسلم، كتاب الأقضية، باب بيان خير الشهود ٣/ ١٣٤٤ ح ١٧١٩.
(٣) التمهيد ١٧/ ٢٩٨ - ٣٠٠.