للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

انتهى كلامه. وقد نظم الإمام أبو شامة السبعة بقوله:

أتانا حديثٌ في الصحيحين سبعة ... يظلهم الله الكريم بظله

محب، عفيف، ناشيء، متصدق ... مصلّ، وباكٍ، والإمام بعدله

وذيل ذلك المصنف سبعة (أ) فقال:

وِزدْ سبعة إظلال: غاز، وعونه ... وإنظار ذي عُسر، وتخفيف حمله

وإرفاد ذي غرم، وعون مكاتب ... وتاجر صدق في المقال وفعله

وقد زاد على ذلك في تضمين لسبعة وسبعة، قال: وقد أفردته في جزء "معرفة الخصال الموصلة إلى الظلال".

أضاف الظل إلى الله -سبحانه- إضافة تشريف كما قيل بيت الله.

والظل هو حقيقة في المانع من وصول الشمس، وقيل: المراد بالظل الحماية والكَنَف، كما يقال في ظل فلان، وذهب إلى هذا عيسى بن دينار.

وقيل: المراد بالظل عرشه، ويدل عليه حديث سلمان عند سعيد بن منصور بإسناده: "سبعة يظلهم الله في ظل عرشه .. " فذكر الحديث، وهو مستلزم كونهم في كف الله وحمايته وكرامته، وهذا مستلزم كونها في كنف وكرامته، وهذا أرجح، وله جزم القرطبي، وقيل: المراد به الجنة وهو غير صحيح، فإنه قد ورد في رواية ابن المبارك تقييد ذلك بيوم القيامة، وظل الجنة إنما يحصل بعد الاستقرار فيها، وظل الجنة يشترك فيه كل من دخلها .. فلا اختصاص بالسبعة، والسياق يدل على الاستئثار بذلك لأجل الخلال المذكورة.

وبدأ بالإمام العادل لعموم النفع به، والعادل اسم فاعل من العدل، وبعض الرواة عن مالك رواه (١) بلفظ "العدل" وهو أبلغ، والمراد بالإِمام


(أ) سقط من هـ.