للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

العقيقة عن الحسن والحسين: "يا فاطمة، احلقي رأسه وتصدقي بزنة شعره". قال: فوزنّاه فكان درهما أو بعض درهم. وأخرج سعيد بن منصور (١) من مرسل [أبي جعفر] (أ) الباقر أن فاطمة كانت إذا ولدت [ولدا حلقت] (ب) شعره وتصدقت بزنته ورِقا.

وقوله: "ويسمَّى". رواها أكثر أصحاب قتادة بالسين، وقال همام عن قتادة: "يدمى" بالدال. قال أبو داود (٢): خولف همام، وهو وهم منه ولا يؤخذ به. ورَوَى (٣) من غير طريق قتادة بلفظ: "يسمَّى". وقد استُشكل ما قاله أبو داود؛ فإن تمام رواية همام ما يدل على تحقيق ما رواه، وذلك أنهم سألوا قتادة عن الدم كيف نصنع به؟ فقال: إذا ذبحت العقيقة أخذت منها صوفة واستقبلت به أوداجها، ثم توضع على يافوخ الصبي حتى يسيل على رأسه مثل الخيط، ثم يغسل رأسه بعد ويحلق. فيبعد مع هذا الضبط أن يقال: إن هماما وهم عن قتادة في قوله: "ويدمى". إلا أن يقال: إن أصل الحديث: "ويسمَّى" ولكن قتادة بعد أن ذكر: "ويسمَّى" ذكر الدم حاكيا عما كان أهل الجاهلية يصنعونه.

وقال ابن عبد البر (٤): هذا الذي تفرد به همام إن كان حفظه فهو


(أ) في ب، جـ: جعفر بن. والمثبت من الفتح.
(ب) في ب، جـ: أحلقت. والمثبت من الفتح.