للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

{إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ} (١).

وقوله: "وما يزال الرجل يصدق". إلى آخره. قال ابن بطال (٢): المراد يتكرر منه الصدق حتى يستحق اسم المبالغة وهو صدّيق.

وقوله: "الفجور". أصل الفجر: الشق، فالفجور شق الديانة، ويطلق على الميل إلى الفساد وعلى الانبعاث في المعاصي، وهو اسم جامع للشر.

وقوله: "وما يزال الرجل يكذب". إلى آخره. المراد أنه إذا تكرر منه الكذب استحق اسم المبالغة وهو كذاب.

وفي الحديث إشارة إلى أن من توقى الكذب بالقصد الصحيح إلى الصدق صار الصدق له سجية حتى يستحق الوصف به، وكذلك عكسه، وأما ذم الكاذب ومدح الصادق فهو حاصل على كل حال، والحديث فيه دلالة على تحريم الكذب على العموم، وقد تقدم الكلام على هذا قريبًا (٣).

١٢٨١ - وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث". متفق عليه (٤).

قوله: "إياكم". ضمير جماعة المخاطبين منصوب على التحذير بفعل


(١) الآية ١٣ من سورة الانفطار، والآية ٢٢ من سورة المطففين.
(٢) شرح البخاري ٩/ ٢٨١.
(٣) تقدم ص ٣٣٦ - ٣٤١.
(٤) البخاري، كتاب الأدب، باب ما ينهى عن التحاسد والتدابر ١٠/ ٤٨١ ح ٦٠٦٤ , ومسلم، كتاب البر والصلة والآداب، باب تحريم الظن والتجسس والتنافس والتناجش ونحوها ٤/ ١٩٨٥ ح ٢٥٦٣/ ٢٨.