للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ونسبه إلى الشيطان مجازا عقليا، لما كان الالتفات سبب ما يوسوس به الشيطان من أخطار الأسباب المفضية إلى التفات المصلي، وأطلق على ذلك الالتفات اسم الاختلاس مبالغة في تشبيهه بالاختطاف بسرعة، وقيل: أسند إلى الشيطان لأن فيه انقطاعا عن ملاحظة التوجه إلى الحَقّ سبحانه.

وقال الطيبي (١): سماه اختلاسا تصويرا لقُبح تلك الفعلة بالمختلس لأن المصلي يُقْبِلُ على الرب تعالى والشيطان مرتصد له ينتظر فوات ذلك عليه، فإذا التفت اغتنم الشيطان الفرصة فيسلبه تلك الحالة.

وقوله: "يختلسه" بالضمير في رواية الكشميهني (٢)، وهي رواية أبي داود (٣) عن مسدد شيخ البخاري وفي سائر الروايات بحذف الضمير.

وقوله: "فإنه هلكة" أطلق اسم الهلكة عليه مبالغة لما فيه من طاعة الشيطان والإِعراض عن التوجه إلى الرحمن.

١٨٥ - وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا كان أحدكم في الصلاة فإنه يناجي ربه فلا يبصقن بين يديه ولا عن يمينه ولكن عن شماله تحت قدمه" متفق عليه (٤). وفي رواية: "أو تحت قدمه" (٥).

قوله: "إذا كان أحدكم في الصلاة" ورد في رواية التقييد بالصلاة وفي غيرها أورده البخاري (٦) من طريق ابن شهاب من حديث أبي هريرة، ومن


(١) الفتح ١/ ٢٣٥.
(٢) الفتح ١/ ٢٣٥.
(٣) أبو داود ١/ ٥٦٠ ح ٩١٠.
(٤) مسلم كتاب المساجد باب النهي عن البصاق في المسجد ١/ ٣٩٠ ح ٥٤ - ٥٥١ البخاري كتاب العمل في الصلاة باب ما يجوز من البصاق والنفخ في الصلاة ٣/ ٨٤ ح ١٢١٤، ابن ماجه كتاب المساجد باب كراهية النخامة في المسجد ١/ ٢٥١ ح ٧٦١.
(٥) البخاري كتاب الصلاة باب إذا بدره البزاق فليأخذ بطرف ثوبه ١/ ٥١٣ ح ٤١٧.
(٦) البخاري ١/ ٥١٠ ح ٤١٠.