للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا يلزم النهي حيث يتكرر، وهو من تصاريف الفعل، لأن ثم (١) التكرار ليس موجب الصيغة على ما نذكر.

والجواب عن شبهاتهم:

- أما التعلق بالنصوص، [فـ] لا حجة لهم فيها: لأنه ليس فيها (٢) بيان تكرار ودوام (٣)، مع أن ظواهر النصوص متعارضة، فإن في باب الحج يقتضي الفعل مرة، فإن قاتم: ثمة قام الدليل، فنحن نقول: هنا (٤) في هذه الأوامر كذلك.

أما (٥) لا يلزمنا أنها (٦) لا تقع على الفعل مرة، لأنا إنما ندعي ذلك بموجب اللفظ لغة.

أما (٧) يجوز أن يثبت الزيادة على المرة بدليل، وقد ورد (٨) من حيث التوقيف، والعقل:

• أما من حيث التوقيف (٩) - فما (١٠) روي عن عبادة بن الصامت (١١)


(١) في ب: "ثمة". وانظر فيما بعد ص ١٢٣ وما بعدها.
(٢) في أ: "فيه".
(٣) في ب: "التكرار والدوام".
(٤) "هنا" من ب.
(٥) أما: تكون حرف استفتاح مثل ألا، نحو: أما والله ما فعلت هذا. وحرف عرض، مثل، أما تأكل معنا؟. وتكون بمعنى حقاً، نحو: أما أنك مصيب (المعجم الوسيط).
(٦) في أ: "أنه".
(٧) راجع فيما تقدم الهاش ٥.
(٨) في ب: "وجد".
(٩) "من حيث "من ب.
(١٠) في ب: "ما".
(١١) في أ: "صامت". وهو عبادة بن الصامت بن قيس الأنصاري الخزرجي. صحابي شهد العقبة الأولى والثانية مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وشهد بدراً والخندق وبيعة الرضوان وسائر المشاهد. وكان أحد النقباء ليلة العقة. وقد استعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على الصدقات. وكان يعلم أهل الصفة القرآن. ولما فتح الشام أرسله عمر بن الخطاب ومعاذاً وأبا الدرداء ليعلموا الناس القرآن بالشام ويفهموهم، فأقام عبادة بحمص ومعاذ بفلسطين وأبو الدرداء بدشق. ثم صار عبادة إلى فلسطين. وروي له عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم مائة وواحد وثمانون حديثًا اتفق البخاري ومسلم على ستة منها وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بآخرين. =