للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قولهم: إنها إنشاء أفعال، والمجاز يجري في الأخبار - فنقول: المجاز لا يختص بالأخبار، بل يدخل في سائر أقسام الكلام، وهذه الألفاظ وإن جعلت إنشاء شرعاً لم يخرج من أن يكون كلاماً، والاستعارة جائزة في الكلام إذا وجد طريقها كما في الأمر والنهي، فإذا أتي بكلام هو إنشاء لفعل خاص، وذلك الكلام شبيه (١) كلام آخر، هو إنشاء لفعل آخر من حيث المعنى الذي هو طريق الاستعارة - فهو نظير (٢) الألفاظ اللغوية - والله أعلم.

[فصل في بيان الصريح والكناية]

يحتاج إلى تفسير هما في اللغة، وفي (٣) عرف الشرع.

أما في اللغة:

فالصريح اسم لما هو ظاهر المراد عند السامع (٤) بحيث يسبق إلى أفهام السامعين. نحو قوله: "أنت حر" و (٥) "أنت طالق" و (٦) "بعت" و "اشتريت" ونحوها - مأخوذ من قولهم: صرح الحق عن محضه.

ومنه (٧) سمي القصر صرحاً، لظهوره وارتفاعه على سائر الأبنية.


(١) في أ: "شبه". وفي ب كذا: "شبه".
(٢) في ب: "وهو طريق".
(٣) "في" ليست في ب.
(٤) في (أ) و (ب): "السماع".
(٥) "و" من أ.
(٦) "و" ليست في ب.
(٧) في أ: "وعنه".