للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[٣]

وأما القسم الذي يرجع إلى المأمور به، وهو الفعل (١)

فإنه (٢) يتضمن فصولا أكثرها يرجع إلى مسائل الكلام فنذكر الروايات لاتصالها بمسائل أصول (٣) الفقه.

منها:

أن الفعل المأمور به يجب أن يكون فعلًا متصور الوجود في نفسه، حتى يتصور الاكتساب من المأمور. فأما إذا كان غير متصور الوجود حقيقة، نحو الجمع بين المتضادين، ونقط المصاحف من الأعمى, وجعل الحادث قديمًا، والقديم حديثًا، وقلب الأجناس، ونحوها - فإنه لا يصح (٤) الأمر به، وهو تكليف ما لا يطاق، وإنه لا يجوز عقلا على قول عامة المتكلمين، إلا أن (٥) عند المعتزلة [هو] قبيح عقلا. وعند أهل الحديث محال عقلا لا أنه قبيح. وعندنا لا يجوز على الوجهين جميعًا (٦).

وهذا بناء على أن العقل يعرف به الحسن والقبح عندنا وعند المعتزلة, خلافًا لهم -وهي من مسائل الكلام (٧).


(١) راجع في تقسيم البحث فيما تقدم ص ٨٠، والقسم الأول ص ٨١، والثاني ص ١٦٢، والرابع فيما يأتي ص ١٨٤.
(٢) في ب: "وإنه".
(٣) "أصول" من (أ) و (ب).
(٤) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "فلا يصح".
(٥) "أن" ليست في ب.
(٦) "جميعًا" من ب.
(٧) انظر فيما يلي ص ١٧٥ وما بعدها. والبزدوي والبخاري عليه، ١: ١٨٢ - ١٨٣.