للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[١]

أما بيان تفسير القياس لغة

فنقول:

إن القياس في اللغة يستعمل في شيئين:

أحدهما - التقدير. يقال: قس النعل بالنعل، أي قدره (١) به. ويقال: قاس الجراحة بالميل (٢) إذا قدر عمقها (٣) به. ولهذا سمي الميل مقياسًا ومسبارًا (٤).

و [الثاني]- يستعمل في التشبيه (٥). يقال: هذا الثوب قياس هذا الثوب، إذا كان بينهما مشابهة في الصورة والرقعة (٦) أو القيمة. ويقال: هذه المسألة قياس تلك المسألة إذا كان بينهما مشابهة في وصف العلة.

ثم الفقهاء والمتكلمون إذا أخذوا حكم الغائب من الشاهد، وحكم الفرع من الأصل، في العقليات والشرعيات، سموا ذلك قياسًا، لتقدير هم الغائب بالشاهد، والفرع بالأصل، في الحكم والعلة وتشبيههم أحدهما بالآخر.


(١) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "قدر".
(٢) الميل آلة للجراح يسبر بها الجرح ونحوه (المعجم الوسيط).
(٣) في ب: "غورها".
(٤) آلة يعرف بها غور الجرح (المعجم الوسيط).
(٥) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "بالتشبيه".
(٦) كذا في أ. وفي الأصل كذا: "والرفعة". وفي ب كذا: "والرفعه". وانظر البزدوي، والبخاري عليه، ٣: ٢٦٧.