للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الهبة وبطريق الصدقة والتمليك من الغني والفقير. وإنما ثبت حسنه لكونه مواساة للفقير (١) المحتاج إلى القوت ليعبد الله تعالى (٢). ثم مواساة الفقير ليس بمقصود بنفسه أيضًا، بل المقصود هو التقرب إلى الله تعالى وطلب مرضاته بإيصال النفع إلى من يقوم بعبادة الله تعالى وخدمته (٣)، فإن الإسداء (٤) إلى عبد الغير يراد به رضا مولاه، لا رضا العبد في الشاهد، وإليه أشار الله تعالى (٥) بقوله تعالى: "وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون" (٦).

ونوع آخر (٧) منها: الصوم، و (٨) هو في نفسه تجويع النفس وتعطيشها، وهو منع نعم الله تعالى عن (٩) مملوكه وإلحاق الضرر بمن لا حق له فيه. وهو (١٠) حرام شرعًا، ولهذا حرم على المرء أن يجرح نفسه أو يقطع (١١) يده، وإن قصد به وجه الله تعالى. ولكن إنما حسن لما يتضمن من المعاني المستحسنة، من كونه سببًا للتقوى عن (١٢) محارم الله تعالى، وكونه سببًا للشكر، وكونه (١٣) سببًا داعيًا إلى الإحسان في حق الفقراء (١٤)


(١) في ب: "الفقير".
(٢) زاد هنا في ب: "ويوحده".
(٣) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "من يقوم بخدمته".
(٤) كانت في أ: "المواساة" ثم صححت في الهامش: "الإسداء" وقيل في الهامش: "وهو الإحسان". وفي المعجم الوسيط: أسدي إليه معروفًا: أعطي وأولى.
(٥) في ب: "في الشاهد والله تعالى أشار إلى ذلك".
(٦) سورة الروم: ٣٩.
(٧) "آخر" من ب.
(٨) كذا في (أ) و (ب). والواو غير ظاهرة في الأصل.
(٩) في ب كذا: "غير".
(١٠) في ب: "فهو".
(١١) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "ويقطع".
(١٢) في أ: "من". وفي ب: "غير".
(١٣) في أ: "ولكونه".
(١٤) في ب: "الفقير".