للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومشايخنا قالوا: في هذا الكلام خلل (١) من حيث الظاهر، لكنه صحيح من حيث التأويل (٢).

أما الأول:

فلأن (٣) قوله ما قبح لعينه: إن (٤) كان غرضه أن ذات الفعل في عينه (٥) قبيح، لكونه عين الفعل ولأجل كونه فعلا، فهذا لا يصح, لأن الحاكم العيني لازم لزوم العين، و (٦) لا يتصور وجود العين بدونه، ولو كان قبح المنهي عنه (٧) لذات الفعل يجب أن يكون كل فعل قبيحًا. وقد يكون الفعل حسنًا وطاعة لله تعالى، ولله تعالى (٨) فعل أزلي، و (٩) يستحيل وصفه بالقبح، ولأن العقلاء اختلفوا في حد السفه والعبث.

و (١٠) عند الثنوية (١١): هو الفعل الذي خلا عن المنفعة للفاعل (١٢).


(١) في ب: "هذا الكلام فيه خلل".
(٢) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "ولكن من حيث التأويل صحيح".
(٣) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "فإن".
(٤) في أ: "وإن".
(٥) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "وعينه".
(٦) "و" من أ.
(٧) "و" - "عنه" من أ.
(٨) "ولله تعالى" ليست في ب.
(٩) "و" ليست في ب.
(١٠) "و" ليست في ب.
(١١) في (أ) و (ب): "التنوية". وفي الشهرستاني (الملل والنحل، ١: ٢٤٤): "الثنوية". قال الشهرستاني في الملل والنحل (١: ٢٤٤). "الثنوية: هؤلاء هم أصحاب الاثنين الأزليين. يزعون أن النور والظلمة أزليان قديمان بخلاف المجوس، فإنهم قالوا بحدوث الظلام، وذكروا سبب حدوثه. وهؤلاء قالوا بتساويهما في القدم، واختلافهما في الجوهر والطبع والفعل والخير والمكان والأجناس والأبدان والأرواح ... الخ". وقال أيضًا في المرجع نفسه (١: ٢٣٢): "ثم إن التثنية اختصت بالمجوس حتى أثبتوا أصلين اثنين مدبرين قديمين يقتسمان الخير والشر والنفع والضر والصلاح والفساد، يسمون أحدهما: النور والآخر الظلمة. وبالفارسية: يزدان، وأهرمن. ولهم في ذلك تفصيل مذهب".
(١٢) "للفاعل" ليست في أ.