للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وأما الوضع، فإن أهل اللغة جعلوا الكلام ثلاثة أقسام: وحدان (١)، وتثنية، وجمع. فقالوا (٢): رجل، ورجلان، ورجال. وقالوا: فعل، وفعلا، وفعلوا (٣). وكذلك قالوا في التأكيد: جاءني زيد نفسه، وجاءني زيدان أنفسهما، وجاءني زيدون أنفسهم. وكذا في النعت: جاءني رجل عالم، ورجلان عالمان. ورجال علماء.

والجواب عن كلماتهم.

- أما الحديث: فإنما أراد به في حق بعض الأحكام في (٤) الميراث والوصية ونحوهما، وما أراد بيان وضع اللغة (٥)، فإنه مبعوث لبيان الأحكام لا لبيان وضع اللغة، فإنه يشاركه كل عربي فلا يظهر الاختصاص (٦)، ألا ترى أنه لم يكن كذلك في حق جميع الأحكام، ولو كان ذلك (٧) من باب الوضع اللغوي، لثبت في حق جميع الأحكام - لما (٨) ذكرنا أن وضع اللغة يخالفه (٩).

-وهو الجواب عن قولهم إنه جمع شرعًا، فنقول: إنه ألحق بالجمع في موضع كان المعنى الذي تعلق به الحكم (١٠) في الجمع موجودًا في التثنية. ولهذا لم يلحق التثنية بالجمع في حق (١١) جميع الأحكام.


(١) في المعجم الوسيط: الأحد الواحد. وجمعها أحدان وآحاد وأحدون. وليس فيه "وحدان". (وانظر أيضًا المعجم الكبير). وراجع فيما تقدم الهامش ١ ص ٢٨٣.
(٢) في ب: "وقالوا".
(٣) في ب: "رجل فعل - ورجلا [ن] فعلا - ورجال فعلوا".
(٤) كذا في ب. وفي الأصل: "من".
(٥) "اللغة" ليست في ب.
(٦) "فإنه يشاركه ... الاختصاص" من ب.
(٧) في ب: "كذلك".
(٨) في ب: "ولما".
(٩) في ب: "بخلافه".
(١٠) كذا في ب. وفي الأصل: "تعلق بالحكم".
(١١) "حق" ليست في ب.