للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذلك نحو قوله تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا" (١) فهو ظاهر (٢) في الإحلال والتحريم، فإنه يفهمه (٣) السامع العربي من غير تأمل.

وأما النص:

فهو الظاهر (٤) الذي سيق الكلام له الذي (٥) أريد (٦) في الإسماع والإتزال، دون ما دل عليه ظاهر اللفظ لغة (٧). نحو قوله تعالى: "وأحل الله البيع وحرم الربا" (٨) فالكلام سيق لبيان التفرقة (٩) بين البيع والربا لا لإحلال البيع وتحريم الربا، فإن الكفار ادعوا المماثلة بينهما كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله تعالى: "ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيِع وحرم الربا" (١٠) أي فرق بينهما وفصل، فتكون هذه الآية ظاهراً من حيث إنه أضهر بها إحلال (١١) البيع وتحريم الربا بسماع (١٢) الصيغة من غير قرينة (١٣)، ونصاً من حيث عرف بها


(١) سورة البقرة: ٢٧٥، والآية: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا فَمَنْ جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهَى فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ وَمَنْ عَادَ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
(٢) في أ: "الظاهر".
(٣) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "يفهم".
(٤) كذا في الأصل وب. وفي أ: "فهو النص". وانظر البزدوي، والبخاري عليه، ١: ٤٦ - ٤٧.
(٥) "الذي" ليست في ب.
(٦) في أ: "الكلام لأجله وأريد".
(٧) "والإنزال ... لغة" من (أ) و (ب) مع ملاحظة أن "عليه" الأولى ليست في أ. وأن فيهما: "عليه لغة"، فتكررت "عليه" في ب.
(٨) راجع الهامش ١.
(٩) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "سيق للتفرقة".
(١٠) راجع الهامش ١.
(١١) كذا في أ. وفي الأصل و (ب): "من حيث ظهر إحلال".
(١٢) في ب: "إنها بسماع".
(١٣) هنا في الأصل آثار كلمة أو حرف غير ظاهر.