للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهذا ليس بصحيح، لأن الشرع لا يرد بخلاف موجب العقل، لما فيه من مناقضة حجج الله تعالى. وإذا تراءى (١) التعارض يكون الدليل العقلي قاضياً على الدليل السمعي، لأن الدليل السمعي (٢) يحتمل الإضمار والحذف (٣) والمجاز والكناية. والدليل العقلى لا يحتمل التغير بحال.

و (٤) على هذا خرجنا جميع الآيات الواردة في باب التشبيه والجبر والقدر. قال الله تعالى: "الرحمن على العرش استوى" (٥)، والاستواء (٦) في ظاهر اللغة هو (٧) الاستقرار، والدليل العقلي ينفي القول بالمكان في حق الباري جل وعلا (٨)، فعملنا (٩) بالدليل السمعي وحملنا الدليل السمعي على خلاف الظاهر، توفيقاً بين الدليل السمعي والعقلي (١٠)، وكما ذكرنا في قوله تعالى: "بل يداه مبسوطتان" (١١) ونحو ذلك. والله الموفق.


(١) في الأصل و (ب): "ترايا" وفي أ: "جاء".
(٢) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "لأنه".
(٣) في ب: " الحذف والإضمار".
(٤) "و" ليست في أ.
(٥) سورة طه: ٥.
(٦) "والاستواء" من (أ) و (ب).
(٧) "هو" ليست في أ.
(٨) في ب: "جلت قدرته"
(٩) كذا في أ. وفي الأصل و (ب): "فعلمنا".
(١٠) في ب: "الدليل العقلي والسمعي".
(١١) سورة المائدة: ٦٤ - راجع ص ٣٥٧ والهامش ١١ فيها.