للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عليها، لا بدلالة النص، لأن دلالة (١) النص ما ثبت الحكم فيها بمعنى النص، لا بعين النص، وقد علم بالإجماع ههنا أنه ثبت بمعنى النص، فكان (٢) دلالة النص، ولكنا (٣) نقول في الحكم الثابت بعلة النص: إنه ثابت بدلالة النص لا بعين النص (٤) - والله أعلم.

وأما الإضمار، والاقتضاء (٥):

اختلف مشايخنا في ذلك:

قالت بعضهم: هما سواء، وهما من باب الاختصار والحذف - يزاد على الكلام لتصحيحه، وهو اختيار القاضي الإمام (٦) أبي زيد رحمه الله تعالى.

وقال أستاذي الشيخ الإمام الزاهد علي بن محمد البزدوي (٧) رحمه الله بأن (٨) الإضمار غير الاقتضاء (٩). وهو الأصح (١٠).


(١) في أ: "لأنا نقول إن دلالة". وفي ب: "لا بدلالة النص كالحكم الثابت بعلة النص يكون ثابتاً بالنص لا بدلالة النص لأنا نقول إن دلالة"
(٢) في ب: "وكان".
(٣) في ب: "وهكذا".
(٤) "دلالة النص ولكنا ... لا بعين النص" من أ. وفي الأصل بدلا منها: "دلالته" فعبارة الأصل كذا: "فكان دلالته. والله أعلم". ويلاحظ أن بعض هذه العبارة ورد فيما سبق - راجع الهامش ١.
(٥) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "والمقتضى".
(٦) "الإمام" ليست في ب.
(٧) كذا في (أ) و (ب). وفي الأصل: "البزدي". وهو علي بن محمد بن الحسين بن عبد الكريم بن موسى بن عيسى بن مجاهد أبو الحسن المعروف بفخر الإسلام البزدوي. الفقيه الإمام الكبير بما وراء النهر. صاحب الطريقة على مذهب أبي حنيفة، أبو العسر أخو القاضي محمد أبي اليسر. توفي سنة ٤٨٢ هـ. وحمل تابوته إلى سمرقند ودفن فيها على باب المسجد. و"بزدة" قلعة حصينة على ستة فراسخ من نسف. ومن تصانيفه: المبسوط أحد عشر مجلداً، وشرح الجامع الكبير، والجامع الصغير. وله في أصول الفقه كتاب مشهور ومفيد (القرشي، الجواهر. وراجع الهامش ١ ص (ط) من المقدمة).
(٨) في أكذا: "باب".
(٩) كذا في أ. وفي الأصل و (ب): "غير المقتضى".
(١٠) انظر البزدوي والبخاري عليه، كشف الأسرار، ١: ٧٥ - ٧٨. و ٢: ٢٣٥ - ٢٥٣ وخاصة ص ٢٤٣ وما بعدها.