للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

• وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه تزوج ميمونة وهو حلال بسرف (١). وروي أنه ززوجها وهو محرم. والمراد من الحل ها هنا (٢) هو الحل العارض على الإحرام وهو مثبت. ثم أصحابنا رحمه الله أخذوا بالنافي.

• وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه رد زينب على زوجها بنكاح جديد. وروي أنه ردها بالنكاح الأول. وعملوا بالمثبت وهو النكاح الجديد (٣).

وذكر في كتاب التزكية في الجرح والتعديل, إذا تعارضا، أن الجرح أولى، وهو المثبت.

وذكر في كتاب الاستحسان: إذا أخبر رجل في طعام أو شراب بالحل وأخبر آخر (٤) بالحرمة، أو أحدهما بالطهارة والآخر بالنجاسة، وهما عدلان - أن الخبر عن الطهارة والحل أولى (٥)، وهذا مبق (٦)، والآخر مثبت.

ثم بعض مشايخنا خرج هذه الفصول على وجه ليس فيه شبهة التناقض، وقال إنّ النفي على أنواع ثلاثة: نفي يعرف بدليله، ونفي لا يعرف بالدليل ولكن من حيث الظاهر، ونفي يشتبه حاله.

أما الأول -[فـ] كقول (٧) النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ليس في الخضروات (٨) صدقة" وروي: "في الخضروات صدقة"، وكل (٩) واحد منهما ثبت (١٠) بالنص،


(١) سرف موضع من مكة على ستة أميال (أو ٧ أو ٩ أو ١٢) تزوج به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث، وهناك بنى بها، وهناك توفيت - ياقوت، معجم البلدان، ٣: ١١٢.
(٢) في ب: "هنا".
(٣) في ب: "هو الجديد". راجع ذلك في ترجمة زوجها أبي العاص بن الربيع في: ابن عبد البر، الاستيعاب، ٤: ١٧٠١ - ١٧٠٤.
(٤) كذا في ب. في الأصل: "وأخبر رجل".
(٥) في ب: "وهما عدلان: الخبر عن الحل والطهارة أولى".
(٦) في ب كذا: "وهذا منفي". و"الدليل المثبت هو الذي يثبت أمرًا عارضًا والثاني هو الذي ينفي العارض ويبقي الأمر الأول" (البخاري، كشف الأسرار، ٣: ٩٧).
(٧) هذا في ب. وفي الأصل كذا: "بقول".
(٨) الخضروات جمع الخضراء وهي خضر البقول - المعجم الوسيط.
(٩) في ب: "فكل".
(١٠) كذا في ب. وفي الأصل: "ثبتت".