للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والوطء ليس بإعتاق حقيقة، فمن ادعى أنه يتضمن الإعتاق فقد ادعى خلاف الظاهر، ولكن مع هذا لا ينفك عن نوع غفلة، فيجب الاحتراز عنه.

ولكن كلا الوجهين لا يكون انتقالا مذموماً.

والثالث - أن يعتل (١) لإثبات حكبم الشارع (٢)، المتنازع (٣) فيه، ويبين أثر العلة الأصل، ويبين (٤) أنها موجودة في الفرع، فالسائل عارضه بوجوه فاسدة، على سبيل العناد: يريد التلبيس على أهل المجلس، وترك تلك العلة (٥) لدقة وخفاء فيها، وأتى بعلة أخرى لقطع الشغب على وجه يكون معلوما لأهل المجلس، فإنه لا يعد انتقالا أيضاً. كما أخبر الله تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام في محاجة اللعين بقوله تعالى: "إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت" (٦) وجاء بمحبوسين كانا (٧) في السجن للقتل (٨)، فقتل أحدهما وعفا عن الآخر - فقاله: أحييت أحدهما وأمت الآخر (٩)، فلما عرف إبراهيم عليه السلام أنه يريد التلبيس على قومه، بعدما لزمته (١٠) الحجة لخفائها (١١)


(١) في ب كذا: "والثابت أن العلل". واعتل تمسك بحجة. والتعلة ما يتعلل به. والتعليل عند أهل المناظرة تبيين علة الشيء (المعجم الوسيط).
(٢) "الشارع" ليست في ب.
(٣) "المتنازع" من ب.
(٤) في الأصل: "وبين". وفي ب: "ونبين".
(٥) "وترك تلك العلة" من ب. وقد وردت في ب هنا. أما في الأصل فالعبارة فيها كا يلي: "على أهل المجلس لدقة وخفاء فيها فترك تلك العلة وأتى بعلة أخرى".
(٦) سورة البقرة: ٢٥٨ - "ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك إذ قال إبراهيم ربي الذي يحيي ويميت قال أنا أحيي وأميت قال إبراهيم فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر والله لا يهدي القوم الظالمين".
(٧) "كانا" من ب.
(٨) كذا في ب. وقد تكون كذلك في الأصل، وقد تكون "والقتل".
(٩) في ب: "أحييت هذا وأمت هذا".
(١٠) في ب: "أثبت".
(١١) في ب: "لخفاء فيها".