للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- وكذا عندكم فاعل الكفر والمعاصي، هو الله تعالى، وله فعله، والعبد كانت و (١) ليس بفاعل، وإنه (٢) لا يوصف بالحسن بل بالقبح.

وقال بعض المعتزلة:

الحسن ما إذا فعله القادر عليه لم يستحق الذم بوجه ما.

وهذا باطل:

- بالصبي العاقل إذا فعل شيئًا من الفواحش: فإنه لا يوصف ذلك (٣) الفعل بالحسن مع وجود ما ذكرتم من الحد.

- وكذا باطل بالمباح: فإنه ليس بحسن، مع وجود هذا الحد.

فإن (٤) وصفوا المباح بالحسن: فهو فاسد، لأن الحسن لابد أن (٥) يكون فيه وصف يترجح به جانب وجوده على جانب عدمه (٦)، والمباح ما استوى طرفاه في الوجود والعدم.

وذكر أبو إسحاق الاسفرايني (٧) من الأشعرية وقال:


(١) "و" ليست في أ.
(٢) كذا في أ. وفي الأصل و (ب): "وإنها".
(٣) "ذلك" ليست في ب.
(٤) في أ: "وإن".
(٥) في أ: "وأن".
(٦) كذا في ب. وفي الأصل و (أ): "وصف يَرجع جانب وجوده على عدمه".
(٧) هو أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران الاسفرايني الملقب بركن الدين. وهو منسوب إلى إسفراين. وهي بلدة بخراسان بنواحي نيسابور على منتصف الطريق إلى جرجان. وهو فقيه شافعي متكلم أصولي. وأخذ عنه الكلام والأصول عامة شيوخ نيسابور. وأقر له بالعلم أهل العراق وخراسان. وله من التصانيف الجليلة كتابة الكبير "جامع الحلي في أصول الدين والرد على الملحدين" في خمسة مجلدات. وقد أخذ عنه القاضي أبو الطيب الطبري أصول الفقه باسفراين. واختلف إلى مجلسه أبو القاسم القشيري وأكثر الحافظ أبو بكر البيهقي الرواية عنه في تصانيفه وغيره من المصنفين. وقد توفي بنيسابور سنة ٤١٨ هـ ونقل إلى إسفراين (ابن خلكان).