للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورغم تَبَاكي الدول الغربية على مصير اليهود، فإن معظمها أوصدت أبوابها دونهم. كما أن المنظمات الصهيونية كانت تؤيد هذا الموقف انطلاقاً من العقيدة الصهيونية التي تدعو إلى توطين اليهود في فلسطين وفلسطين فقط. ومن هنا، كانت جهود الصهاينة المكثفة من أجل إفشال مؤتمر إفيان لحل مشكلة اللاجئين والمهاجرين ورَفْض أية عروض لتوطين اليهود خارج فلسطين لخَلْق ما سميناه «الصهيونية البنيوية» . وفي الفترة من عام ١٩٣٣ حتى عام ١٩٤٨،والتي يمكن أن تُسمَّى المرحلة النازية، بلغ عدد المهاجرين من ألمانيا النازية والبلاد التي يهيمن عليها النازيون، والمهاجرون من كل أوربا ٥٤٠ ألفاً، بخلاف عشرات الألوف من اليهود الذين هجَّرهم الاتحاد السوفيتي إبان الحرب لإنقاذهم، وعشرات الألوف الذين لجأوا إلى الاتحاد السوفيتي فراراً من النازي. وقد هاجر ٢٥٠ ألفاً (أي ٤٦%) منهم إلى فلسطين بسبب سياسة إغلاق الأبواب، وهاجر الباقون وهم ٢٩٠ ألفاً إلى بلاد أخرى أهمها الولايات المتحدة التي هاجر إليها ١١٠ آلاف (أي ٢٠%) . وهاجر في الفترة من عام ١٩٤٠ إلى عام ١٩٤٨ نحو ٣٠٠ ألف يهودي، منهم ١٢٠ ألفاً (أي ٤٠%) إلى فلسطين. والباقون، وهم ١٨٠ ألفاً (أي ٦٠%) ، هاجروا إلى بلاد أخرى أهمها الولايات المتحدة التي هاجر إليها ١٢٥ ألفاً (أي ٤٢%) . وهكذا أصبحت الولايات المتحدة، مرة أخرى، بلد الجذب الأكثر، حتى أثناء سنى الحرب والإبادة النازية. ويمكننا أن نقول إن المُستوطَن الصهيوني لم يشكل ملجأ ليهود أوربا، فمن مجموع ٧٥٠ ألف مهاجر (ويمكن أن نضيف إليهم مئات الألوف من المهاجرين إلى الاتحاد السوفيتي) لم يهاجر إلى فلسطين سوى ٣٧٠ ألفاً، أي أن مسار الهجرة لم يتجه إلى فلسطين رغم شراسة الصهيونية البنيوية ولا إنسانيتها.

وفيما يلي جدول بعدد المهاجرين ونسبهم المئوية - حسب الموسوعة اليهودية - بين عامي ١٨٨١ و١٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>