للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي أن الهجرة بلغت الحد الأقصى المسموح به حتى عام ١٩٣٠. وهكذا، فبعد أن كانت الولايات المتحدة تستوعب ٨٥% من جملة المهاجرين اليهود في الفترة من عام ١٨٨١ إلى عام ١٩١٤، انخفضت النسبة إلى ٢٥% في الفترة من عام ١٩٢٦ إلى عام ١٩٣٠، وقد أغلق كثير من البلاد أبوابه. وكما يقول روبين، أصبحت معظم البلاد مُغلَقة أمام المهاجرين عام ١٩٣٣، ولم يبق أمامهم سوى فلسطين (المُستعمَرة) ، بمعنى أن الدول الغربية خلقت صهيونية بنيوية، أي بنية قانونية وظروفاً موضوعية تفرض على اليهود الهجرة إلى فلسطين شاءوا أم أبوا. وبالفعل، قفز عدد المهاجرين الاستيطانيين من ٤٠٠٠ عام ١٩٣١إلى ١٢.٥٥٣ عام ١٩٣٢ وإلى ٣٧.٣٣٧ عام ١٩٣٣. ولذا، يمكننا القول إن عنصر الطرد من الولايات المتحدة وليس الجذب إلى أرض الميعاد هو الذي حدد مسار الهجرة. ومع هذا، يُلاحَظ أن الفترة من عام ١٩٢٦ إلى عام ١٩٣٠، حيث كانت أبواب أمريكا اللاتينية أكثر انفتاحاً، هاجر إليها ٧٢.٣٨٧ من مجموع المهاجرين اليهود البالغ عددهم ١٧٢.٩٠٨ (أي ٤٢%) ولم يهاجر في الفترة نفسها سوى ١٠.١٧٩ إلى فلسطين.

<<  <  ج: ص:  >  >>