للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإلى جانب ذلك، فإن أغلبية يهود العالم بدأت تستقر في المدن الكبرى والعواصم. فقبل الحرب العالمية الثانية، كان ما يزيد على نصف يهود العالم، أي نحو ٥٢% منهم، يعيشون في ٤٢ مدينة في كل منها ٥٠ ألف يهودي أو أكثر، وكان ما بين ٣٥% و٤٠% يتركزون في عشرين مدينة في كل منها ما يزيد على ١٠٠ ألف يهودي. وهذا يدل على أن معدل التركز في المدن كان آخذاً في التزايد، حيث كانت النسبة في بداية القرن ١٨% في المجموعة الأولى و١٣% في المجموعة الثانية. وفي عام ١٩٣٣، كان يعيش مليون يهودي روسي، أي ثلث يهود روسيا، في مدن سوفيتية لا تضم سوى ٥% من أعضاء الأغلبية، ويعيش بقية اليهود في مدن صغيرة. أما في الولايات المتحدة (عام ١٩٢٧) ، فقد كان ٨٤% من اليهود يعيشون في ١٨ مدينة كبيرة (وكانت نيويورك تضم نصف الجماعة اليهودية) . وفي الثلاثينيات، كان يعيش في كوبنهاجن نحو ٩٣% من يهود الدنمارك، وكان نحو ٩٢% من يهود النمسا في فيينا، ونحو ٧٠% من يهود فرنسا في باريس، ونحو ٦٥% من يهود إنجلترا في لندن، وهكذا. ومن المعروف أن التركز في المدن لا يشجع على الإنجاب، وأن المدن لم يمكنها في الماضي (في روما واليونان القديمة) أن تحافظ على العدد المناسب من السكان من خلال التزايد الطبيعي.

<<  <  ج: ص:  >  >>