للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالفعل، نجد أن الوفيات بين يهود بودابست عام ١٩٣١، حيث كان يعيش نصف يهود المجر، قد زادت عن المواليد بنحو ١٥٠٧ ثم هبطت إلى ١٤٦٩ عام ١٩٣٢، واستمر هذا النمط حتى الحرب العالمية الثانية. وقد حدث الشيء نفسه في بروسيا حيث فاق عدد الوفيات عدد المواليد بمقدار ٢٩.٢ عام ١٩٣١، ثم زاد إلى ٢٣٩٩ عام ١٩٣٢ وإلى ٣٤٨٠ عام ١٩٣٥. وفي عام ١٩١٦، سجلت الجماعة اليهودية في برلين ٤٩٤ مولوداً مقابل٢٤٨٣ حالة وفاة، أي أن الوفيات كانت خمسة أضعاف المواليد. وفي عام ١٩٣٩، كانت المسألة مخيفة، فمن مجموع سكان برلين البالغ عددهم ٩٠ ألفاً سُجل ستة مواليد فقط طيلة العام في مقابل ١٩٤٤ حالة وفاة، أي مولود واحد مقابل كل ٣٢٤ حالة وفاة. ولم يكن الأمر مختلفاً في فيينا حيث كان يعيش ٩٢.٩% من يهود النمسا، فقد ظل معدل المواليد في انخفاض مستمر لمدة عشرة أعوام. وفي عام ١٩٣٦، سُجِّل في فيينا ٦٧٣ مولوداً يهودياً مقابل ٢٠٦١ حالة وفاة. ويقول يوريا إنجلمان تعليقاً على الإحصاءات السابقة: إذا لم توقَف العملية ذات الأبعاد الثلاثة [تناقص المواليد وتزايد الوفيات وتزايد معدلات الاندماج] فسوف يؤدي ذلك في النهاية إلى تَفسُّخ السكان اليهود الكامل، وأكبر دليل على أن هذا ليس مجرد افتراض وإنما هو تجربة السكان اليهود في فيينا وبودابست وبرلين وهامبورج وباريس ولندن وبادوا وتريسته ومدن أخرى.

<<  <  ج: ص:  >  >>