ومن الظواهر التي تستحق الإشارة، تَركُّز اليهود في العواصم والمدن الكبرى. فالواقع أن حوالي نصف مجموع يهود أمريكا اللاتينية (٢٠٠ ألف) يوجدون في بوينس أيريس، وأكثر من نصف يهود جنوب أفريقيا (٦٣ ألفاً) يوجدون في جوهانسبرج، وأكثر من نصف يهود فرنسا (٣٥٠ ألفاً) في باريس، وأكثر من نصف يهود إنجلترا (٢٠٠ ألف) يوجدون في منطقة لندن الكبرى، وأكثر من نصف يهود هولندا (١٥ ألفاً) في أمستردام، وأكثر من نصف يهود كندا في مونتريال (١٠٠ ألف) وتورنتو (١٧٥ ألفاً) ، وثلث يهود روسيا (٢٠٠ ألف) يوجد في موسكو. أما في الولايات المتحدة، فهناك خمس مدن تضم أكثر من نصف يهود الولايات المتحدة إذ تضم نيويورك (الكبرى) ١.٤٥٠.٠٠٠ ولوس أنجلوس ٤٩٠.٠٠٠ وفيلادلفيا ٢٥٤.٠٠٠ وشيكاغو (الكبرى) ٢٤٨.٠٠٠ وبوسطن ٢٠٨.٠٠٠ وواشنطن (الكبرى) ١٦٥.٠٠٠وميامي ١٩٩.٠٠٠. والواقع أن تَوزُّعهم على كل هذه المدن، بدلاً من تَركُّزهم في العاصمة، هو انعكاس للتركيبة الفيدرالية للولايات المتحدة. وإذا كان نصف الجماعات اليهودية يتركز في كثير من البلاد في العاصمة، فإن النصف الثاني يوجد موزعاً على مدن كبرى أخرى، أي أن الأغلبية العظمى من الجماعات اليهودية تُوجَد في مراكز حضرية. وهذا أمر مُتوقَّع باعتبار أنهم عملوا كجماعة وظيفية وسيطة في الحضارة الغربية كما أنهم مهاجرون إلى البلاد التي يوجدون فيها. والمهاجرون يتَركَّزون عادةً في المدن حيث تُوجَد فرص أكبر للعمل، وحيث توجد مراكز التجارة والمال. ولم يكن الحال مختلفاً في العالم العربي، فقد تَركَّزت أغلبية يهود لبنان في بيروت كما تَركَّز يهود مصر في القاهرة بحي المعادي وحي الظاهر. وتتركز المعابد اليهودية بشكل ملحوظ في العواصم، فمثلاً يوجد في القاهرة والإسكندرية عدة معابد، ويقع أحد معابد القاهرة في شارع عدلي على مقربة من البنوك ومراكز التجارة. كما يوجد معبد يهودي في الإسكندرية في شارع النبي دانيال على مقربة