للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أدَّى كل هذا إلى تناقص نسبة المواليد بين أعضاء الجماعات اليهودية، وأصبحت واحدة من أقل النسب في العالم. ومن المعروف أن المطلوب هو أن تنجب الأنثى ٢.١ طفل في المتوسط حتى يتسنى لأي جماعة إنسانية إعادة إنتاج نفسها بيولوجياً. والمرأة اليهودية في إسرائيل تقترب من هذا المعدل بالكاد، فهي تنجب ٢.٩١ (وهو أقل معدل منذ تأسيس الدولة إذ وصل إلى مستواه الحالي عام ١٩٩١) . لكن المرأة اليهودية في الولايات المتحدة قد تكون أقل الإناث خصوبة في العالم، فالإناث في المرحلة العمرية ٣٥ ـ ٤٤ ينجبن ١.٥٧، أما في المرحلة العمرية ٢٥ ـ ٣٤ فإن المتوسط هو ٠.٨٧أي أقل من طفل واحد.

كما أن مستوى العناية الصحية آخذ في التحسُّن الأمر الذي يؤدي إلى زيادة معدلات العمر وإلى زيادة نسبة كبار السن وهي شريحة غير خصبة من السكان. ويُلاحَظ أن ١٦% من أعضاء الجماعات اليهودية تتجاوز أعمارهم ٦٥ عاماً، والنسبة السائدة في مجتمعاتهم هي ١٢%. ويصل عدد المسنين إلى ٢٩% أحياناً. أما الأطفال حتى سن ١٤ عاماً، فلا يشكلون سوى ١٥%، وستصل النسبة في عام ٢٠٢٥ إلى ١٠% فقط. وفي عام ١٩٨٩، كان يهودي واحد من بين كل ستة يهود فوق سن الخامسة والستين. وبعد عشرة أعوام، سيكون هناك ٧٢٠ ألف يهودي تتجاوز أعمارهم الخامسة والسبعين. والواقع أن هذه السمات ليست مقصورة على الجماعات اليهودية وإنما هي سمة عامة تسم المجتمعات الغربية التي يُقال لها «متقدمة» والتي تتزايد فيها معدلات العلمنة. وعلى كلٍّ، فإن الأغلبية العظمى من يهود العالم متركزة في هذا العالم الغربي، كما أن نسبة الخصوبة بين يهود الشرق والبلاد العربية لا تختلف كثيراً عن الخصوبة في مجتمعاتهم. ومع هذا، فإن هذه الظواهر تأخذ شكلاً أكثر حدة بين أعضاء الجماعات اليهودية، ربما بسبب تزايد معدلات العلمنة بينهم عن معدلها في المجتمع وكذلك لارتفاع مستواهم المعيشي.

<<  <  ج: ص:  >  >>