للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكثير من هؤلاء يتبنَّى موقفاً صهيونياً دفاعاً عن هويته الإثنية الأمريكية اليهودية، ومن ثم فإن تأييدهم لإسرائيل لا ينبع من الموقف الصهيوني الخاص بنفي الدياسبورا، أي توظيف الجماعات اليهودية في العالم وتصفيتها، وإنما من محاولة للحفاظ عليها وعلى ميراثها الحضاري. ولذا، نجد أن حديثهم عن إسرائيل يفترض وجود تفاعُل بين فرعين أو قطبين متساويين، على عكس الخطاب الصهيوني الذي يفترض وجود مركز واحد.

وقد لخص برونفمان هذا الموقف في قوله: «إن الأيديولوجيا الصهيونية الكلاسيكية ترفض إمكان وجود يهودي آمن ومهم في المنفى (أي في العالم) ، وتعتبر الحياة في المنفى حياة نفي، وهي نظرية غريبة عن تفكير معظم اليهود الذين يعيشون في المجتمعات المتحضرة والديموقراطية (أي في المجتمعات الغربية) » . وقد اتهم برونفمان المجتمع الصهيوني بأنه مجتمع مادي يتنكر للقيم اليهودية، منقسم على نفسه، غير مستقر، تحتكر فيه السلطة الأرثوذكسية السلطة الدينية، وتتجاهل الدولة الرأي العام ورأي يهود العالم. وقد ردت عليه الصحافة الإسرائيلية رداً وقحاً يستخدم كل الأنماط الإدراكية واللفظية المعادية لليهود والتي تصنفهم على أنهم شخصيات هامشية مريضة. فأشارت صحيفة معاريف إلى برونفمان باعتباره «عملاق الويسكي، اليهودي الأمريكي، الذي حصل على مكانته في العالم اليهودي بفضل الملايين التي يمتلكها لا بفضل أي نشاط يهودي عام.. وهو مشهور أساساً بكونه بطلاً تعيساً لقضية طلاق مثيرة» . ورد صحيفة معاريف يبيِّن مدى ترسَّخ أنماط معاداة اليهود في الوجدان الإسرائيلي.

جورج سوروس (١٩٢٩-)

George Soros

<<  <  ج: ص:  >  >>