رجل أعمال من أصل مجري يهودي، سافر إلى بريطانيا في منتصف الأربعينيات حيث تخرج في جامعة لندن. تأثر بأفكار كارل بوبر صاحب فكرة "المجتمع المفتوح"،والذي هاجم الدولة القومية بشراسة، كما تأثر بنظرية اللاتحدد ونظرية الكوانتم. ويعتبر سوروس نفسه من أتباع دوكينز، الفليسوف الدارويني والأستاذ بجامعة أوكسفورد. ولعل الخط الأساسي في فكره هو الإيمان بالنسبية المطلقة ورفض فكرة الحدود، وضمن ذلك حدود الدولة القومية والحدود الأخلاقية.
وفي أوائل الستينيات بدأ سوروس العمل في فرع المقاصة المتخصص بالمضاربات بين مختلف أسواق البورصة. ويقول إنه اكتشف يومها "أن أموالاً كثيرة يمكن الحصول عليها من جراء نقل أموال بين مختلف أنحاء المعمورة نظراً لاختلاف أسعار صرفها بين نقطة وأخرى". ثم عمل في عدد من بيوت المال البريطانية حتى عام ١٩٥٦ حين هاجر إلى الولايات المتحدة ليعمل مديراً للاستثمارات المالية لشركة أرنولدو بليشودر، كما تربطه علاقات قوية بعائلتي روتشيلد وجولدسميد. ثم قام بتأسيس شركته الخاصة "كوانتم فاند" وجمع ثروته بالأساس من المضاربات المالية.
وفي نهاية السبعينيات كان قد كوَّن ثروة طائلة جداً، لكنه لم يصبح مشهوراً إلا عام ١٩٩٢ حين راهن على تراجع الجنيه الاسترليني فاقترض الكثير منه لأجل قصير وحوَّله إلى ماركات ألمانية، وتحقق ما راهن عليه وخرج الجنيه الاسترليني من نظام النقد المالي الأوربي وفَقَد ما يزيد عن ١٢% من قيمته وكان الفرق ربحاً صافياً لسوروس يعادل المليار دولار.