الأواني والكنوز والهدايا بل أحياناً الأسلحة (٧) . وقد بُني الهيكل على هيئة قلعة الأمر الذي كان يدعم دوره في السياسة المحلية والدولية كمصدر للشرعية.
وكان العبرانيون القدامى يجهلون أصول فنون الهندسة والعمارة وألوان الفنون الأخرى، نظراً لحياتهم البدوية كرعاة، ونظراً لعدم وجود تقاليد حضارية ثابتة لديهم، على خلاف الحال في مصر وبعض البلاد المجاورة. ولكل هذا، فحينما بدأ سليمان في تشييد الهيكل، استجلب المهندسين والبنائين من صيدا وصور، إذ ساعده ملكها وحليفه حيرام فصنع له أواني الهيكل التي قام بتنفيذها رجل نصف يهودي من صور. أما الأعمال التي لا تحتاج إلى كثير من المهارة، فقد حُشد لها ١٨٠ ألف عامل (٣٠ ألف عبراني و١٥٠ ألف كنعاني، وكان هناك ثلاثة آلاف يعملون رؤساء للعمال) . وكان العمال مسخرين على ما جرت به العادة في تلك الأيام. وقد تم استيراد القسم الأعظم من مواد البناء من فينيقيا. وثمة إشارة في العهد القديم، وفي الأساطير الدينية اليهودية، إلى عدم استخدام أية أدوات حديدية في قطع أحجار البناء. وقد كرس سليمان جزءاً كبيراً من ثروة الدولة والأيدي العاملة فيها لبناء الهيكل. ولذا، فبعد الانتهاء منه، قامت عدة ثورات انتهت بانقسام الدولة العبرانية المتحدة وتساقط العبادة القربانية المركزية.
وكما أسلفنا، لا يختلف هيكل سليمان في معماره عن الهياكل الكنعانية التي يبدو أنها تأثرت بالطراز الفرعوني الذي أخذه الفينيقيون من مصر وأضافوا إليه ما أخذوه من الآشوريين والبابليين من ضروب التزيين. ولذلك، فإن الطراز الذي بُني عليه الهيكل يُسمَّى «الطراز الفرعوني الآشوري» ، وذلك على عكس هيكل هيرود الذي اتبع أساليب المعمار اليوناني الروماني. وقد كان العبرانيون يعتقدون أن هيكل سليمان إحدى عجائب العالم، لكن هذا كان راجعاً إلى جهلهم بأن هناك معابد مصرية وآشورية عجيبة في ضخامتها.