للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت حوائط البهو المقدَّس وأرضه مغطاة بخشب السرو، وكانت الحوائط مطعمة بالذهب ومنقوشة عليها صور نخيل وأزهار وملائكة. أما سقفه وأبوابه فكانت من خشب الأرز، يقف على جانبيه عشرة شمعدانات ذهبية (مينوراه) ، خمسة عل كل جانب، ويُقال إنها كانت موضوعة على عشر موائد. كما أن الهيكل كان يضم مذبحاً للبخور مطعماً بالذهب (ويُلاحَظ أن الأواني القربانية الموجودة خارج الهيكل مصنوعة من البرونز أو النحاس، أما داخله فمن الذهب، وهو ما يرمز إلى تَزايُد درجات القداسة) . وكان الهيكل يضم أيضاً مائدة «خبز التقدمة» أو «خبز الوجه» الذي يُقدَّم لوجه الإله. وهذه عادة وثنية حيث كان الكهان يقومون بإطعام الإله (كما كان الحال عند المصريين القدماء) . وكان هذا الجزء الداخلي من الهيكل مزوداً بنوافذ، ولا يدخله سوى الكهنة، وإن كان يُسمَح عند الضرورة بدخول عبيد الهيكل للقيام بالأعمال التي لا قداسة لها. ويلي ذلك بابان من خشب الأرز مطعمان بالذهب ويفتحان على غرفة مربعة (٣٢.٥× ٣٢.٥ قدم) لا نوافذ لها، أرضها أكثر ارتفاعاً من أرض الهيكل، ولذا فإن ارتفاع الحجرة كان ٣٢.٥ قدم أيضاً وهو ما يجعلها مكعباً تماماً. هذه الغرفة هي قدس الأقداس (٦) التي لا يدخلها سوى كبير الكهنة في يوم الغفران، فينطق باسم يهوه الذي كان محرَّماً على اليهود النطق به. وفي داخل محراب قدس الأقداس نفسه، يوضع تابوت العهد أو تابوت الشهادة، وعلى يمينه ويساره كان هناك تمثالا ملاكين (كروبين) مذهبان من خشب الزيتون بارتفاع ١٠ أذرع وطول جناح الملاك ٥ أذرع، وهما رمز الحماية الإلهية. وتابوت العهد أهم الأشياء الشعائرية لأنه إذا كان الهيكل بيت الإله، فالتابوت هو المكان الذي يرمز إلى وجوده في الهيكل، وإلى حلوله بين الشعب. والهيكل يتجه من الغرب إلى الشرق، وتحيط به مبانٍ من ثلاثة طوابق من جميع الجوانب ما عدا البوابة، وقد كانت هذه المباني مقسمة إلى حجرات وصوامع لتخزين

<<  <  ج: ص:  >  >>