وتجب ملاحظة الفرق بين عمليتي هدم الهيكل ونهبه، إذ نُهب عدة مرات قبل هدمه، فقد نُهب مثلاً على يد شيشنق فرعون مصر، ومرة أخرى على يد يوآش ملك المملكة الشمالية. ويرى بعض حاخامات اليهود أن هدم الهيكل كان عقاباً لهم على ما اقترفوه من ذنوب. وهذا الرأي يأخذ به المسيحيون، حيث يرون أن ذنب اليهود الأكبر هو إنكارهم أن المسيح عيسى بن مريم هو الماشيَّح. ويُشار إلى هدم الهيكل بتعبيرات أخرى مثل «خراب الهيكل» ، ولكننا نفضل تعبير «هدم الهيكل» لحياده النسبي. وفي الكتابات العبرية، يُشار إلى تخريب الهيكل بكلمة «حوربان» التي تُستخدَم للإشارة إلى أي دمار يلحق باليهود، ومن ذلك الإبادة النازية ليهود أوربا.
خراب الهيكل
Destruction of the Temple
«خراب الهيكل» هو «هدم الهيكل» .
نهب الهيكل
Pillage of the Temple
كان الهيكل يُعَدُّ المصرف القومي للدولة العبرانية، يرسل إليه العبرانيون القرابين والنقود، ويودع الأثرياء نقودهم فيه، كما كانت تُحفَظ فيه رموز الدولة وطنافسها (مثل شمعدان المينوراه) . ولذا، كانت القوات الغازية تحاول، أثناء الحروب، نهب الهيكل كنوع من الحرب الاقتصادية وكنوع من محاولة ضرب الشرعية السياسية. وقد هجم شيشنق الأول فرعون مصر على الهيكل ونهبه (٩١٨ ـ ٩١٧) ، وكذا بن هدد، وملوك آخرون من ملوك آرام دمشق. كما نهبه يوآش ملك المملكة الشمالية (٨٠٠ ـ ٧٨٤) . بل إن ملوك المملكة الجنوبية كانوا يُضطرون أحياناً إلى أَخْذ بعض طنافسه ليدفعوا الجزية المفروضة عليهم من قبَل الإمبراطوريات المهمينة. وهذا ما فعله حزقيا (٧٢٧ ـ ٦٩٨) الذي أخذ الذهب من أبواب الهيكل لدفع الجزية لسناخريب الذي قام فيما بعد بنهب الهيكل.